لا يختلف اثنان على أن الرياضة بصفة عامة باتت تحتل موقعا هاما على الصعيد العالمي، فأصبح لها تأثير كبير في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية. كل هذا وغيره جعل من الرياضة تلقى الاهتمام الهائل من كل الجوانب.
وبالرغم من هذا إلا أن هنالك من ينكر الرياضة ويعتبرها سخافة ومضيعة للوقت، لكن هذا لا يكون إلا اذا تخلت الرياضة عن مقوماتها الأخلاقية ومعاييرها الرياضية، فلو نأتي إلى حال الرياضة اليوم لوجدناها إلى حد ما تتسم بهذه السمات ومنه لا مجال لمن ينكر الرياضة ويدمرها، ومن هؤلاء الأشخاص الكثير فهم لن يقتنعوا بقيمة وفضل الرياضة إلا اذا تتبعوا تاريخها وانجازاتها هذا من جهة، ومن جهة ثانية لنتخيل إقصاء الرياضة عالميا في وقتنا الراهن ألن يحدث ذلك انهيارا كبيرا في مختلف الجوانب وبدون شك أننا سنلاحظ انهيار قطاعات وشركات وحتى دول لأنها تقوم أساسا على ما تجنيه من امتيازات مادية ومالية من الرياضة.
هذا من الناحية الاقتصادية، أما من الناحية الثقافية تعتبر الرياضة ثقافة حيث يعبر الرياضي عن ثقافة مجتمعه من خلال مشاركاته في المحافل الدولية والرياضية ويقوم بالترويج لثقافة مجتمعه واصدق مثال ما نشاهده في الألعاب الاولمبية حين يتم استعراض مختلف الثقافات والحضارات. أما اذا تكلمنا عن علاقة الرياضة بالسياسة فنجد أن العلاقة بينهما باتت وطيدة وذات تأثير متبادل فعلى الأقل فعلت الرياضة ما عجزت عنه السياسة. كيف ذلك؟ الم توحد الرياضة الكورياتين الشمالية والجنوبية خلال الألعاب الاولمبية بأثينا 2004 وبعلم واحد مشترك بعد أن عجزت السياسة، الم تبعث الرياضة الفرحة في وسط العراقيين بعد أن غابت طويلا من خلال تتويج منتخبهم بكأس آسيا لكرة القدم 2007. ولو تكلمنا عن انجازات الرياضة لما انهينا الحديث، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على مكانة الرياضة السامية وضرورة وجودها في كل زمان ومكان شرط أن تحافظ على مقوماتها الأخلاقية وروحها الرياضية فلا مجال لمنكري الرياضة بعد هذا ومن جحد ذلك فقد أنكر الضرورة.
الخميس أكتوبر 09, 2008 5:23 pm
